وضع القدس مسألة شائكة في صلب النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني

W460

أثار تدشين الولايات المتحدة الاثنين سفارتها في القدس غبطة في اسرائيل اثر اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالمدينة المقدسة عاصمة للدولة العبرية، وغضبا لدى الفلسطينيين الذي يعتبرون هذه الخطوة مخالفة للقانون الدولي.

في ما يلي نبذة عن وضع القدس التي تعتبر من المسائل الجوهرية الشائكة وفي صلب النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني: 

- نبذة تاريخية -في 29 تشرين الثاني 1947، أقرت الامم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين الى دولتين، يهودية وعربية. ووضع القدس تحت السيطرة الدولية.

وافق زعماء الحركة الصهيونية على الخطة بينما رفضها القادة العرب ما أدى الى اندلاع العنف بين العرب واليهود.

وبعد انتهاء الانتداب البريطاني واندلاع الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 عند قيام دولة اسرائيل، تم اعلان القدس الغربية عاصمة لها، بينما بقيت القدس الشرقية تحت سيطرة الاردن.

احتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها في عام 1967، ثم اعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

وترغب السلطة الفلسطينية، المحاور الرئيسي للمجتمع الدولي واسرائيل في جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة. وتطالب حركة حماس الاسلامية التي لا تعترف باسرائيل، والتي تسيطر على قطاع غزة بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.

- موقف الولايات المتحدة -أقرّ الكونغرس الاميركي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل"، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس.

ورغم ان قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة اشهر لحماية "مصالح الامن القومي".

 وقام الرؤساء الاميركيون المتعاقبون بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك اوباما بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين ان الظروف لم تنضج لذلك بعد. 

لكن ترامب خرج عن هذا العرف السياسي وأعلن في 6 كانون الاول الماضي عزمه نقل السفارة الى القدس. 

وفي 21 كانون الاول تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة بغالبية كبرى قرارا يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل.

ورغم موجة الاستنكار والغضب الفلسطيني، تعتبر واشنطن ان هذا القرار الاحادي سيشجع مساعي السلام عبر ازالة ما تعتبره عقبة امام المفاوضات.

وفي نهاية شباط اعلن الرئيس ترامب، أن "القدس هي ما كان يجب فعله، لقد قمنا بتسوية المسألة".

لم يتغير موقف المجتمع الدولي منذ عقود. ولا تعترف الامم المتحدة باحتلال وضم القدس الشرقية، وتعتبرها منطقة محتلة. وتعتبر القانون الاسرائيلي باعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل عام 1980 مخالفا للقانون الدولي.

ويؤكد المجتمع الدولي ان الوضع النهائي للقدس يجب ان يتم التفاوض عليه بين الطرفين.

ولا تزال الرؤية الدولية المعتمدة هي ان تكون القدس عاصمة لاسرائيل وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.

ويدعو قرار الامم المتحدة رقم 478 الصادر عام 1980 كافة الدول التي لديها تمثيل دبلوماسي في القدس الى سحب بعثاتها من المدينة.

التعليقات 0